ماذا نعني بمدرسة المستقبل؟ سأتجاوز النظرة التحليلية الفلسفية لهذا الاسم، وما قد تثير عليه من اعتراضات، لأدخل مباشرة في التعريف الإجرائي لـ "مدرسة المستقبل". تنظر هذه الورقة لمدرسة المستقبل على أنها المدرسة المتطورة التي يسعى التربويون لإيجادها لتلبي حاجات المتعلمين المختلفة ولتزودهم بالأسس المناسبة لمواصلة دراستهم الجامعية أو ما في مستواها، وتزودهم بما يؤهلهم للعيش بفعالية وبتكيف في مجتمعهم الحديث. مرت المدرسة بتحولات كبيرة ومتعددة نتيجة للبحث المستمر عن التطوير والسعي الحثيث للرفع من مستوى مخرجات التدريس. وقد شملت هذه التحولات كل عناصر المدرسة واستغرقت وقتا طويلا وأسهم في هذه التحولات بحوث علمية وملاحظات ورؤى تربويين من ذوي الخبرة في مجال التدريس. ومع تنوع هذه التحولات إلا أنه يلاحظ أنها كلها كانت تنحو منحى التمحور حول الطالب، فالطالب هو القطب الذي تنجذب إليه كل عمليات التطوير داخل الإطار المدرسي. وفيما يلي بيان مختصر لأهم هذه التحولات التي يجب أن نعنى بها بشكل شمولي واقعي إذا أردنا فعلا أن نوجد مدرسة المستقبل.